موضوع: تفسير سورة الزمر الاية 71-75 للصف التامن الجمعة ديسمبر 17, 2010 12:46 am
تفسير سورة الزمر الاية 71-75 [ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا ] أي وسيق الكفرة المجرمون إلى نار جهنم ، جماعات جماعات ، كما يساق الأشقياء في الدنيا إلى السجون [ حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ] أي حتى إذا وصلوا إليها فتحت أبواب جهنم فجأة لتستقبلهم [ وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ] ؟ أي وقال لهم خزنة جهنم ، تقريعا وتوبيخا : ألم يأتكم رسل من البشر ؟ يتلون عليكم الكتب المنزلة من السماء ؟ [ وينذرونكم لقاء يومكم هذا ] ؟ أي ويخوفونكم من شر هذا اليوم العصيب ؟ [ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ] أي قالوا : بلى قد جاءونا وأنذرونا ، وأقاموا علينا الحجج والبراهين ، ولكننا كذبناهم وخالفناهم ، لما سبق لنا من الشقاوة ، قال القرطبي : وهذا إعتراف منهم بقيام الحجة عليهم ، والمراد بكلمة العذاب ، قوله تعالى [ لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ] [ قيل أدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ] أي قيل لهم : ادخلوا جهنم لتصلوا سعيرها ماكثين فيها أبدا ، بلا زوال ولا إنتقال [ فبئس مثوى المتكبرين ] أي فبئس المقام والمأوى والمسكن (جهنم ) للمتكبرين عن الإيمان بالله ، وتصديق رسل الرحمن ! ؟ [ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ] أي وسيق الأبرار المتقون لله ، إلى الجنة جماعات ، جماعات ، راكبين على النجائب ، قال القرطبي : سوق أهل النار طردهم إليها بالخزي والهوان ، كما يفعل بالمجرمين الخارجين على السلطان ، وسوق أهل الجنان سوق مراكبهم إلى دار الكرامة والرضوان ، لأنه لا يذهب بهم إلا راكبين ، كما يفعل بالوافدين على الملوك ، فشتان ما بين السوقين [ حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ] أي حتي إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها ، كقوله تعالى : [ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ] قال الصاوي : والحكمة في زيادة الواو هنا [ وفتحت ] دون التي قبلها ، أن أبواب السجون تكون مغلقة إلى أن يجيئها أصحاب الجرائم ، فتفتح لهم ثم تغلق عليهم ، بخلاف أبواب السرور والفرح ، فإنها تفتح إنتظارا لمن يدخلها ، فناسب دخول (الواو) هنا دون التى قبلها
[ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ] أي وقال لهم حراس الجنة : سلام عليكم أيها المتقون الأبرار [ طبتم ] أي طهرتم من دنس المعاصي والذنوب ، فادخلوا الجنة دار الخلود ، قال البيضاوى ؟ وجواب " إذا " محذوف ، للدلالة على أن لهم من الكرامة والتعظيم ، ما لا يحيط به الوصف والبيان قال ابن كثير : وتقديره إذا كان هذا سعدوا ، وطابوا ، وسروا وفرحوا ، بقدر ما يكون لهم من النعيم [ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده ] أي وقالوا عند دخولهم الجنة ، واستقرارهم فيها : الحمد لله الذي حقق لنا ما وعدنا به من دخول الجنة ، والإشارة إلى وعده تعالى لهم بقوله : [ تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ] [ وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ] أي وملكنا أرض الجنة نتصرف فيها تصرف المالك في ملكه ، وننزل فيها حيث نشاء ، لا ينازعنا فيها أحد [ فنعم أجر العاملين ] أي فنعم أجر العاملين بطاعة الله الجنة [ وترى الملائكة حافين من حول العرش ] أي وترى يا أيها الرسول الملائكة محيطين بعرش الرحمن ، محدقين به من كل جانب [ يسبحون بحمد ربهم ] أي يسبحون الله ويمجدونه ، تلذذا دون جهل! ولا عناء [ وقضي بينهم بالحق ] أي وقضى بين العباد بالعدل [ وقيل الحمد لله رب العالمين ] أي وقيل الحمد لله على عدله وقضائه ، قال المفسرون : القائل هم المؤمنون والكافرون ، المؤمنون يحمدون الله على فضله ، والكافرون يحمدونه على عدله ، وقال ابن كثير : نطق الكون أجمعه ، ناطقه وبهيمه ، لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله ، ولهذا لم يسند القول إلى قائل ، بل أطلقه ، فدل على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد. المصدر : كتاب صفوة التفاسير للصابوني
إبتهال أبو عودة
عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 10/02/2013 العمر : 24
موضوع: رد: تفسير سورة الزمر الاية 71-75 للصف التامن الأحد فبراير 10, 2013 2:42 am